إلى أن تشرق الشمس بين غزة ورفح، يبدو ان صيف 2024 سيشكّل تحديًا كبيرًا. الحرب ما زالت مندلعة من الشمال حتى الجنوب، غلاء المعيشة يكسر أرقامًا قياسية جديدة، والشمس الحارقة في السماء تبشّر الأهالي والأولاد بحلول العطلة الصيفية. 

في الأشهر الأخيرة، بينما كنا جميعًا منشغلين بالأخبار الأمنية، تعرضت البلاد لموجة ارتفاع أسعار شديدة. أسعار الغذاء، الكهرباء، الوقود، والخدمات الأساسية استمرت في الارتفاع بوتيرة كبيرة، مما يزيد العبء على كاهل المواطنين ويضعهم في حالة من عدم اليقين.

من المتوقع أن تكون العطلة الصيفية القادمة مكلفة جدًا للعائلات مع أولاد، وهناك عدة عوامل تزيد العبء على ميزانيات الإجازات والترفيه للجمهور.

مش بس أسعار الطيران في السما

أولاً، إغلاق مواقع السياحة والاستجمام في مناطق الحدود في شمال البلاد بسبب التوترات الأمنية، يقلص بشكل كبير من الإمكانيات المتاحة للعطل القريبة والرخيصة نسبيًا. بالإضافة لذلك، استمرت أسعار الطيران إلى خارج البلاد في الارتفاع حتى الفترة الأخيرة، بسبب الظروف الاقتصادية والسياسية الدولية.

بالرغم من عودة شركات الطيران الأجنبية إلى مطار بن غوريون وفتح الترمينال الجديد، بدأت بالتأثير بشكل إيجابي على أسعار التذاكر، إلا أن تأثيرها على مؤشر أسعار المستهلك قد يتأخر بضعة أشهر. 

في نفس الوقت، تشير استطلاعات أولية إلى ارتفاع حاد في أسعار المخيمات مقارنة بالصيف الماضي. من المتوقع أيضًا أن ترتفع أسعار روضات الأطفال والنويديات بشكل كبير مع افتتاح السنة الدراسية القادمة.

ماذا يمكن أن نفعل برغم ذلك إذًا؟

ركّزنا بكم في المركز للنمو المالي بعض الخطوات التي تساعدكم على تخطي هذا الصيف بسلام، دون قلق، ديون وقروض.

1. حددوا ميزانية للعطلة الصيفية - حددوا مسبقًا ميزانية معقولة وواضحة لأشهر العطلة الحارّة يوليو-أغسطس. بإمكانكم فحص ودراسة المصروفات والمدخولات المتوقعة، والاستعداد وفقًا لذلك. بإمكانكم الاستعانة بملف إدارة الميزانية المتوفر على موقع المركز للنمو المالي (לשים כלינק). قسموا الميزانية إلى بنود مثل الفعاليات، الاستجمام، الغذاء، مصروف الجيب وما شابه. لائموا فعاليات العطلة للميزانية التي قمتم بتحديدها، حتى وإن اضطررتم للتنازل هذا الصيف عن بعض الأمور الثمينة. باختصار، هذه السنة قد لا تكون رحلة الكروز إلى جزر المالديف ملائمة.

2. خططوا نشاطات ترفيهية مجانية - أعدّوا مسبقًا قائمة بالأماكن السياحية والأنشطة الترفيهية المجانية في منطقتكم القريبة. الحدائق، المتاحف، الفعاليات البلدية والمهرجانات يمكن أن تكون بديلاً جيدًا وبدون تكلفة للفعاليات الباهظة. يعني باختصار، استغلوا الفعاليات المجانية

3. استغلوا الامتيازات والتخفيضات - قبل شراء التذاكر أو الدفع مقابل الخدمات، ابحثوا عن امتيازات وتخفيضات ملائمة عن طريق مكان العمل، صناديق المرضى، أندية الأعضاء، مواقع التخفيضات والمجموعات الرقمية المختلفة. القسائم وتذاكر الهدية يمكن أن توفر لكم مئات الشواقل. 

4. أجّلوا الشروات غير الضرورية - تجنبوا قدر الإمكان شراء الأشياء غير الضرورية خلال أشهر الصيف. شراء منتجات أو خدمات غير ضرورية سيثقل على الميزانية كثيرًا. أجّلوا الشراء لأشهر أقل عبئًا.

5 عطلة؟ ليس بكل ثمن - إذا كانت العطلة تبدو لكم باهظة هذه السنة، لا تتسرعوا. خططوا ليوم ممتع طويل مع فعاليات رخيصة أو مجانية في منطقتكم. العطلة الجيدة لا تنطوي بالضرورة على ميزانية كبيرة. الرحلات القصيرة والممتعة قد تفي بالمطلوب. 

6. اقتصاد المشاركة - "معًا سننتصر" ليس مجرد شعار للوضع الأمني، بل يمكن أن يُستخدم بالتأكيد على الصعيد الاقتصادي أيضًا. فكروا بأن أصدقاءكم يعيشون حالة مشابهة لحالتكم، وأنهم أيضًا يبحثون عن حلول للصعوبات التي يواجهونها. تبادُل المعدات، الألعاب وكتب الأطفال، يمكن أن يخفف الكثير من العبء عنكم وعن حسابكم. التعاون الجماهيري يمكن أن يوفر الدفعات الكبيرة لفعاليات الصيف.

وأخيرًا: صيف 2024 سيشكّل تحديًا كبيرًا للكثيرين منّا. لكن على الرغم من الواقع الصعب، هناك طرق إبداعية للاستمتاع في هذه الفترة المعقدة، دون التأثير على الميزانية العائلية أو الوقوع في ديون. من خلال التخطيط المسبق، التفكير خارج الصندوق والتحسين الاقتصادي - يمكن الاستمرار في الاستمتاع بعطلة الصيف مع أقل ما يمكن من القلق المالي. ملاءَمة العطلة مع الميزانية الحالية، إيجاد بدائل رخيصة وإبداعية، التعاون الجماهيري والحرص على التوفير، هي طرق يمكن أن تسهل عليكم وتمكنكم من الاستمتاع بعطلة جميلة وممتعة حتى في فترة الحرب الصعبة.

معًا سننتصر، على الصعيد الاقتصادي أيضًا!

المعلومات الواردة في المقال هي معلومات عامة وتهدف إلى توسيع المعرفة في سياق التخطيط المالي. نلفت انتباهكم إلى أن المعلومات قد تكون جزئية، وبالتالي لا يمكنها أن تشكّل بديلًا عن تلقّي الاستشارة الفردية. لا يمكن التعامل مع المعلومات الواردة أعلاه على أنّها استشارة، توصية، رأي مهني أو بديل عن الاستشارة المهنية الملاءَمة للزبائن بشكل شخصي.