بموازاة تطور وسائل الاتصال ومن جملتها الإنترنت فقد زادت أعداد الموظفين الذين يعملون بشكل مستقل (فريلانسر). ووفقاً للتعريف المُجرد فإن الموظف المستقل هو عامل مستقل يقدم خدمات احترافية لمهام محددة سلفاً. وظيفة العامل المستقل مبدئياً هي بمثابة one-man show – "عرض يقدمه شخص واحد". إذن كيف تمارسون هذا العمل بطريقة صحيحة؟ إليكم 4 نصائح ننصحكم بمعرفتها للاستفادة منها.

1. إدارة الميزانية

يواجه الموظفون المستقلون تغييرات كبيرة في كل ما يتعلق بدخلهم. فهناك فترات جيدة وهناك فترات يقل فيها العمل. وهؤلاء لا يدخل معاشهم في اليوم العاشر من كل شهر إلى حساب البنك، لكن وبرغم قلة الدخل في بعض الفترات فإن الفواتير تصل بانتظام. ما يعني أن هناك حاجة لدفع إيجار البيت وفاتورة الكهرباء وضريبة المباني. فكيف تتدبرون اموركم في مثل هذه الحالة؟ افصلوا بين الحساب الشخصي وحساب العمل (حتى وإن لم يطلب القانون ذلك) ولا تسارعوا في سحب الأموال المتراكمة في حساب العمل. خططوا سلفاً دفعات الضرائب والمصاريف الثابتة وحاولوا توقع الفترات التي يتراجع فيها العمل وأبقوا في حساب العمل مبلغاً كافياً لجميع تلك الأمور.

حددوا مبلغاً كمعاش شهري بالحد الأدنى يتم تحويله بأمر دفع ثابت من حساب العمل إلى الحساب الشخصي، وهكذا يمكنكم السيطرة بشكل أفضل على الحالة المالية في العمل.

2. الإدارة الذاتية

حين تعملون من البيت أو من مقهى فهناك أمور كثيرة من حولكم قد تثنيكم عن التركيز في العمل. ولهذا فإن إدارة ساعات العمل بانتظام هو أمر حاسم لكي تضمنوا أن يكون يوم عملكم نافعاً وأن جميع ساعات عملكم تتم بالكامل وتقبضون عليها أجرة كاملة. أعدوا لأنفسكم قائمة مهام مع سلم أولويات ومهام بارزة وضعوه في مكان بارز في مكان عملكم. وفي نهاية كل أسبوع خذوا لأنفسكم ساعة لتتفرغوا فيها لتخطيط الأسبوع القادم ولفحص كمية الوقت التي استثمرتموها لكل مهمة ولتعريف المهام "غير المُجدية" مالياً وتحديد المهام المُجدية بشكل خاص. راجعوا جميع مواعيد التسليم لذلك الأسبوع وخططوا في أي يوم تقدمون كل مشروع. سجلوا في دفتر اليوميات مدة العمل المخصصة لكل مهمة وأدخلوا في جدولكم الزمني كذلك وقت الدعاية للعمل والترويج لأجل الحصول على مشاريع في المستقبل. فكلما زاد عدد المشاريع لديكم فسيكتسب التخطيط الأسبوعي أهمية خاصة وحاسمة.

 احرصوا على تسجيل ساعات العمل بشكل منتظم لأجل التوثيق وتقديم الحسابات للزبائن.

3. محادثة ذاتية سنوية للانطباع الذاتي

عند اقتراب نهاية السنة، حددوا لأنفسكم ما هي الأهداف الشخصية التي تضعونها لأنفسكم للسنة القادمة. وما هي التحديات التي تنوون مواجهتها وما التجديد الذي ترغبون بتطبيقه وإلى أين تسيرون في مسيرة تطوركم. افصلوا بين أنفسكم وبين العمل وانظروا إلى أنفسكم كموظفين وانظروا كم أنتم راضين عن العمل الذي أنجزتموه على مدار السنة الماضية، وهل ما زلتم تمارسون الأعمال التي تستمتعون بها (انظروا أيضاً في ما يتوفر لكم في السوق من إمكانيات العمل كأجيرين). اطلبوا من زبائنكم محادثة لمعرفة انطباعهم عنكم. هذا ليس دائماً بالأمر السهل، لكن الزبائن سيعتبرونه أمراً إيجابياً وستحصلون على صورة واضحة عن الانطباع الذي يأخذه عنكم الزبائن بصفتكم أصحاب مهنة. وبهذه الطريقة يمكنكم تركيب صورة كاملة تحكي لكم حكاية السنة الماضية وتقدم لكم أساساً أكثر ثباتاً لبداية العمل في السنة المقبلة. أما على صعيد العمل فعليكم تحليل الأداء المالي للعمل. لخصوا رضا الزبائن (كما انعكست من محادثة الانطباع عن عملكم) وافحصوا ظروف السوق واتجاهات التطور المرغوبة للسنة القادمة.

أعدوا أو جددوا خطة عملكم. هذه العملية ستقودكم إلى اتخاذ قرارات يميل معظمنا إلى تأجيلها في ظل ضغط العمل.

4. تسعير وقت عملكم ومؤهلاتكم

العمل من البيت مثله كمثل أي عمل آخر، والاحتراف والخبرة تساوي المال. ولأجل تحديد السعر المنصف والصحيح الذي تتقاضونه من الزبون، يجب عليكم القيام بتقدير صادق ودقيق لمؤهلاتكم. تجنبوا ضرب الأرقام عبثاً دون تفكير وحساب. قسموا المشروع إلى وحدات صغيرة يسهل إدارتها وتقديرها واحسبوا بتقديركم ما هو الوقت الذي يستغرقه إنجاز المشروع اعتماداً على قدراتكم على تنفيذ كل وحدة من وحدات المشروع. إذا لم تقوموا بإجراء حساب كهذا فقد تجدون أنفسكم تعملون عملاً شاقاً دون أخذ مقابل لائق عليه. حددوا لأنفسكم الحد الأدنى من الأجر والمبلغ الأصغر الذي تقبلون به، حيث لا جدوى من عمل لا تربحون منه.

الاتفاقية الشفوية لا تكفي، يجب أن تصروا على التوقيع على طلب عمل قبل أن تبدأوا بالعمل. كما وننصحكم بتقديم عروض أسعار مرتبة.

مع تمنياتنا بالنجاح!