من منّا لا يحلم أن يهبط عليه فجأة مبلغ غير متوقع من المال لكي يستغله ليعمل كل ما يخطر بباله؟ لكن في حقيقة الأمر، فحين يبتسم لنا الحظ ونقبض مبلغاً كبيراً من المال، فليس من المحبذ أن نسارع إلى تبذيره مدفوعين بنزواتنا وأهوائنا العابرة، بل من المهم بداية أن نفكر ونفهم ما هي الطريقة الأصح بالنسبة لنا لتدبر أمرنا مع هذا المبلغ. وسواء استخدمنا المبلغ لسداد ديننا في حساب البنك أو لتسديد قرض أخذناه من البنك أو سواء استثمرنا المبلغ في البورصة أو في قنوات استثمار أخرى، فإن استخدام المال واستثماره بطريقة تتناسب شخصياً مع احتياجاتنا سيجعلنا نشعر بالأمان وسيوفر لنا الأساس للنمو الاقتصادي.

فيما يلي 5 أمور لا بد من فحصها والاستفسار عنها قبل أن تقرروا طريقة تدبير أموالكم:

1. هل يمكنني استخدام هذا المبلغ المالي لتحقيق غاية معينة؟

لكل واحد منّا أهداف مختلفة في حياته. قد يتم استخدام المال لتغطية تكاليف زواج الابنة أو لتكبير رأس المال الذاتي أو لشراء البيت الذي كنا نحلم بشرائه أو لربما يساعدنا في تسديد الديون التي تراكمت علينا. وفي جميع الأحوال لا ينبغي لنا استثمار المال قبل أن نستفسر من أنفسنا متى قد نحتاج إلى هذا المال.

كلما كانت حاجتنا إلى المال لهدف أبعد، فستزداد إمكانيات الاستثمار وبوسعنا المجازفة أكثر في استثماراتنا.

2. هل تناسبني المجازفة أصلاً؟

مستوى المجازفة في استثمار المال يحدد نسبة الربح التي نتطلع إليها (وكذلك مستوى الخسارة التي قد تلحق بنا). هناك العديد من مسارات الاستثمار التي تقترح مستويات مجازفة منخفضة والتي تجعلنا مطمئنين مع علمنا بأن مبلغ الاستثمار الأصلي لن ينقص. وفي مسارات الاستثمار هذه ستكون الأرباح على الأغلب منخفضة. أما مسارات الاستثمار الأكثر مجازفة والتي تتميز بتذبذبات عالية (أي: ارتفاع وهبوط نسبة الربح) فستتيح لنا أن نتوقع أرباحاً أكثر. كما وتنطوي مسارات الاستثمار هذه على احتمالات لخسارة أكبر.

من المهم أن نختار مسارات استثمار تناسبنا من حيث مستوى المجازفة لكي نشعر بالاطمئنان تجاه استثمارنا.

3. ما هي أنواع الاستثمارات المتوفرة؟

يمكننا تقسيم أنواع الاستثمارات المختلفة إلى استثمارات بنكية (مثل برامج الادخار أو الودائع) واستثمارات خارج البنك يتم تداولها في البورصة (مثل الأسهم وسندات الدين). لكل واحد من هذان النوعان ميزات أخرى مثل مستوى السيولة (مثلاً: هل يمكن سحب الأموال كل يوم أم مرة واحدة في السنة؟) وتأكيد الأرباح (هل أعرف أم لا أعرف بالضبط ما هي الأرباح التي سيدُّرها عليّ الاستثمار؟)، وبالطبع مستوى المجازفة. وإضافة إلى نوعي الاستثمار المذكورين، يمكن أيضاً بالطبع شراء العقارات إذا كان المبلغ المالي الذي بحوزتنا يكفي لهذا النوع من  الاستثمار. ليست هناك أنواع استثمار أفضل من غيرها أو أسوأ من غيرها، إنما تختلف الأنواع من حيث ملائمتها لنا، ولهذا علينا أن نفكر ما هي طبيعة الاستثمار الصحيح بالنسبة لنا.

من المحبذ فحص إمكانية توزيع الاستثمار على عدد من المسارات لأجل تخفيف مستوى المجازفة والحفاظ على احتمال تحقيق أرباح جيدة.

4. كم يكلفني هذا الأمر؟

الاستثمار في سوق الأوراق المالية مقرون بتكاليف معينة ومن المهم أن يتم أخذها بعين الاعتبار. هناك عمولات تجبيها البنوك وإضافة لها هناك عمولات تجبيها مؤسسات الاستثمار التي تدير مختلف مسارات الاستثمار ( مثل صناديق الائتمان). من المحبذ الاستفسار ما هي التكاليف المترتبة عن كل عملية وفحص فيما إذا كان إجراء العملية عن طريق الإنترنت سيكون ارخص بالنسبة لنا.

قبل الإقدام على إجراء أي عملية في سوق الأوراق المالية، من المهم الاستفسار عن التكاليف المترتبة عنها

5. المشورة الاستثمارية وإدارة حقائب الاستثمار

سيسر مستشاري الاستثمار أن يقدموا لكم مشورة حول كيفية استثمار المال وحول مسارات الاستثمار. وخلال المحادثة الاستشارية سيتعين عليكم الإجابة عن أسئلة لمساعدة المستشار على اقتراح مسار الاستثمار المناسب لكم. وفي نهاية المحادثة يتعين عليكم أن تقرروا ما هي النصائح التي ستأخذون بها وتطبقونها فعلاً. هل تفضلون أن يقوم شخص آخر باتخاذ هذا القرار بدلاً منكم؟ ربما سيكون من الأفضل لكم فتح حقيبة استثمارات تديرها إحدى مؤسسات الاستثمار.

بمقدور مستشاري الاستثمارات ومديري الحقائب الاستثمارية المحترفين مساعدتكم على اتخاذ القرار الصحيح واستثمار أموالكم بطريقة ذكية.

مع تمنياتنا لكم بالنجاح!

*ما يُقال هنا هو بمثابة معلومات وشرح عام فقط، ولا يُعتبر مشورة تقاعدية أو مشورة غيرها ولا يشكل بديلاً عن المشورة التقاعدية أو المالية وفقاً لسياق الموضوع، والتي يتم ملائمتها للزبون ولاحتياجاته الشخصية. الشرح هو شرح عام ووفقاً للقانون وللقواعد المعروفة في وقت تحميل المواد على الموقع.